اخواني الفضلا هذه قصة عجيبة حول موضوع طالب العلم و الرزق أنثرها لكم كالدر لعها تُشحذ همّة مقعد نحو العلياء ولقد صدق الشاعر حين قال:
و من تكن العلياء همّةَ نفسه *** فكل الذي يلقاه فيها مُحبَبُ
و هذ القصة من روائع ما قرأت :
قال أبو العباس البكري : أن محمد بن جرير الطبري و محمد نصر المروزي و
محمد بن هارون الرويّاني ومحمد بن اسحق بن خزيمة نزلوا بمصر سنة 256 هـ
فأرملوا و لم يبق عندهم شيئ فأضرَّ بهم الجوع فاجتمعوا ليلة في يبيت كانوا يأوون إليه .
فاتفق رأيهم على ان يستهمّوا و يضربوا القرعة فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام فخرجت القرعة على محمد بن خزيمة فقال لأصحابه أمهلوني حتى أصلي صلاة الخيرة (الإستخارة )قال :
فاندفع في الصلاة فاذا هم بالشموع و قد جاء أحدهم من قبل والي مصر يدق الباب ففتحوا فقال أيّكم محمد بن نصر فقال هو ذا فأخرج صرّة فيها خمسون دينارا
ثم محمد بن جرير ثم الروياني ثم ابن خزيمة ثم قال ان الامير كان قائلا-من القيلولة-با لأمس فرأى في المنام خيالا أو طيفا
يقول له : ان المحامد جيّاع طووا كُشَحهم جياعا فأنفذ اليكم هذه الصرر و أقسم عليكم اذا
نفذت فابعثوا اليَّ أحدكم ليزيدكم
و انما قال المحامد لأن كل واحد منهم اسمه محمد
و طوو كشحهم اي انطبق البطن من شدة الجوع
أرأيتم أيها الأكارم كيف يفتح الله على أحدهم فتحا من عنده
و قد ثبت في أحد الأحاديث الصحيحة ان رجلا شكى الى النبي صلى الله عليه و آله و سلم اشتغال أخيه بالعلم و عدم معاونته في الرعي فكان جواب النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن قال له : لعلّك تُرزق به
المصدر : سير اعلام النبلاء للذهبي